دخول رأس الامام الحسين وأهل بيته (ع) الى مجلس يزيد | الشيخ حيدر المولى
الشيخ حيدر المولى haydar almawla الشيخ حيدر المولى haydar almawla
2.61K subscribers
2,224 views
59

 Published On Aug 6, 2024

وصول رأس الاما الحسين وأهل بيته لمجلس يزيد لغنة الله عليه الشيخ حيدر المولى
الشام ومناحتها على الإمام الحسين(عليه السلام)وقد سارع عبيدالله بن زياد بالكتابة الى يزيد بن معاوية في الشام يعلمه بمصرع الإمام الشهيد(عليه السلام) ووصول سباياه ورؤوس القتلى الى الكوفة، فأجابه يزيد بالإسراع في إيفاد الأسرى من السبايا مع الرؤوس إليه، فبادر ابن زياد حالاً بإرسال ركب الأسرى والسبايا والرؤوس الى الشام. فبعث الرؤوس مع زجر بن قيس، وأرسل السبايا أثر الرؤوس مع مخفر بن ثعلبة العائذي وشمر بن ذي الجوشن.
لم يكد هذا الركب الحزين يصل الى العاصمة الأموية إلا وعمّت النياحات أوساطها عليه، كما كانت قد عمّت الأوساط الكوفية وسائر المدن والنواحي والقصبات التي مرّ بها هذا الركب المفجع. ولقد تناقلت الروايات وصف هذه المناحات في الشام، فأنقل منها بعض ما يلي:
1- جاء في الجزء«1: 143» من كتاب «المجالس السنية» ما نصه: « إنه عندما أدخل ثقل الحسين(عليه السلام) وسباياه ونساؤه على يزيد بن معاوية في الشام، وهو بين حاشيته وأعيانها ووجهائها، وهم مقرّنون في الحبال، والإمام زين العابدين(عليه السلام) مغلول. قال الإمام(عليه السلام) مخاطباً يزيد: أنشدك الله ما ظنك برسول الله لو رآنا على هذه الصفة؟ فلم يبقَ في القوم أحد إلا وبكى. فأمر يزيد بالحبال فقطعت، وأمر بفكّ الأغلال عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) .
ثم وُضِعَ رأس الحسين(عليه السلام) بين يدي يزيد الذي أجلس النساء خلفه لئلّا ينظرون إليه، فجعلت فاطمة وسكينة بنتا الإمام الحسين(عليه السلام) يتطاولان لينظرا الرأس، وجعل يزيد يتطاول ليستر عنهما الرأس. فلما رأين الرأس صحن، فصاحت نساء يزيد، وولولت بنات معاوية، فقالت فاطمة: أبنات رسول الله سبايا يا يزيد؟ فبكى الناس، وبكى أهل داره حتى عَلَت الأصوات...».
وكانت هذه أول مناحة عامة على الحسين(عليه السلام) وأهله وآله وصحبه تقام في الشام، إذ أن الروايات تفيد بأن يزيد أمر بأن تقام للسبايا والأسرى دار تتصل بداره، وكانوا طيلة مدة مقامهم في أيامهم الحزينة بالشام ينوحون على الحسين في سرهم وعلنهم، هذا ولم تكن بنات آل البيت والهاشميات وحدهن الباكيات بل واستهن نساء بني أمية بدموعهن، فلم تبقَ أموية إلا وأخذت تبكي وتنوح على الحسين(عليه السلام) وسباياه .
2- جاء في كتاب «أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام» لمؤلفه عمر كحالة، عند بحثه عن مجلس يزيد في الشام وحضور السبايا فيه. قوله: «ثم أخرجهن فأدخلهن دار يزيد بن معاوية، فلم تبقَ امرأة من آل يزيد إلا أتتهن وأقمن على الحسين المناحة ثلاثاً...»(1).
3- وصف السيد عبدالعزيز سيد الأهل في مؤلفه: «زين العابدين علي بن الحسين(عليه السلام)» كيفية وصول الإمام (عليه السلام) ومعه السبايا الى الشام وصعود الإمام المنبر ليخطب في الناس، ثم يقول: «وجعل علي بن الحسين يخطب ويفتخر بأهل بيته ويسميهم بأسمائهم فرداً فرداً، ويذكر فضائلهم وأياديهم على الملة والناس، وما زال يقول ويطنب حتى بكى الناس وانتحبوا، وتحركوا أو كادوا. فكان أيضاً أول انتحاب....» .
4- جاء في «موسوعة آل النبي» عند ترجمة الرباب بنت امرئ القيس بن عدي زوجة الإمام الحسين(عليه السلام) التي توفيت سنة 62هـ، والتي كانت ضمن أسرى ركب سبايا الحسين(عليه السلام) الى الكوفة وفي الشام والمدينة: «إنها أي الرباب قد أنشدت هذين البيتين عندما أخذت رأس الحسين(عليه السلام) وقبّلته ووضعته في حجرها:
واحسينـاً فلا نسيت حسيناً * أقـصدته أسنّـة الأعـداء
غادروه بكـربلاء صريعاً * لا سقى الله جـانبي كربلاء
وكانت هذه السيدة الجليلة لا تهدأ ليلاً ولا نهاراً من البكاء على الحسين(عليه السلام) ولم تستظل تحت سقف حتى ماتت بعد سنة كاملة...».
5- وفي الجزء«1: 141» من «المجالس السنية» عند وصفه كيفية وصول السبايا الى درج باب المسجد الجامع في الشام، قال المؤلف ما عبارته: «جاء شيخ وأخذ يشتم النساء والسبايا، جابهه الإمام زين العابدين بتعريف السبايا وبذكر بعض آيات القرآن الكريم، وقال له: نحن هم الذين أشار اليهم القرآن، فبكى الشيخ ورمى عمامته، ثم رفع رأسه الى السماء وقال: اللهم إني أبرأ اليك من عدو آل محمد. ثم قال: هل لي من توبة؟ فقال له الإمام(عليه السلام): نعم إن تبت تاب الله عليك، وأنت معنا، فقال: إني تائب. فبلغ يزيد ذلك فأمر به فقتل...» .
6- في الجزء«1: 149» من «المجالس السنية» عند وصف صعود الإمام زين العابدين المنبر في الشام وإلقائه خطبة موجزة جاء ما نصه: «فلم يزل يقول الإمام: أنا، حتى ضجّ الناس بالبكاء والنحيب، وخشي يزيد أن تكون فتنة، فأمر المؤذّن فقطع عليه الكلام ...» .
7- جاء في الصفحة «746» من «موسوعة آل النبي» في وصف مثول السبايا بين يدي يزيد ما نصه: « فهمّ يزيد أن يتلو الآية: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم)[الشورى: 30] .. لكنه ما لبث أن سكت، فقد كان صراخ النسوة يُسمع من بعيد، فاجعاً مؤثراً، عالي الرنين. ولم تكن بنات بني هاشم وحدهنّ الباكيات بل واستهنّ نساء بني أمية بدموعهن. فلم تبقَ من آل معاوية امرأة إلا استقبلتهن تبكي وتنوح على الحسين، وأقيمت المناحة ثلاثة أيام وصالاً ثم أمر يزيد فَجُهّزن للسفر إلى المدينة في صحبة حارس أمين، معه خيل وأعوان» .
8- في الصفحة «147» من كتاب «نهضة الحسين» عند الحديث عن اختتام مثول السبايا والأسرى بين يدي يزيد، يقول مؤلفه الجليل ما لفظه: «هنا، وفي هذه الساعة انطفأت جذوة الانتقام التي كان لهيباً يستعر في صدر يزيد من قبل. وهنا خاتمة المصائب. هنا أذن يزيد لأهل البيت النبوي بإقامة العزاء لفقد سيدهم ليالي وأياماً، وعَلَت من بيوت يزيد ونسوته أصوات البكاء والعويل كحمامات الدوح يتجاوبن مع النوادب من آل الرسول على سيد شباب أهل الجنة» .
(1) أعلام النساء 2: 97 .
(2) اللهوف في قتلى الطفوف: 76 .
(3) العقد الفريد: 5/ 132 .
(4) في المصدر هكذا: (قال: فسمعت دور الحديث هند بنت عبدالله بن عامر بن كريز وكانت تحت يزيد بن معاوية فتقنعت) .
#الشيخ_حيدر_المولى
#رأس_الامام_الحسين
#العتبة_الحسينية_المقدسة

show more

Share/Embed