قصيدة في نهايات الأربعين | عبدالرزاق عبدالواحد
الأدب العربي الأدب العربي
2.22M subscribers
57,421 views
2K

 Published On Dec 1, 2021

فضلاً وليس أمرأ اشترك بالقناة وفعل خاصية الجرس ليصلك كل جديد وإن أعجبك الفيديو إضغط إعجاب وشاركنا رأيك بتعليق وشكراً..

انستقرام instagram.com/adab.3araby
فيس بوك facebook.com/Adab3raby
تويتر twitter.com/Adab3raby

قناة عبد الله العنزي
   / @abo_asil13  

مَضى ما مَضى منكَ خيرا ًوَشـَرّ ْ
وظـَلَّ الـذي ظـَلَّ طـَيَّ الـقـَدَرْ
وأنتَ على كلِّ مـا يـَزدَهـيـك
كـَثيرُ التـَّشـَكـّي ، كثيرُ الضَّجَرْ
كأنـَّكَ في خَـيـمـَةِ الأربـَعـيـن
تـُخـَلـِّعُ أوتـادَهـا لِـلـسـَّـفـَرْ
وَتـَجمَـعُ لـِلـدَّربِ زادَ المُـقـِلِّ
كـَفافَ المـُنى ، وطويلَ السـَّهَرْ
على أنَّ في قـَلبـِكَ المـُسـتـَفـَزّ
جَنـاحا ً يـُغـالِبُ أن يـُؤتـَسـَرْ
وفيـكَ ، وإنْ لم تـَفـُهْ ، صَيحَة ٌ
يَطولُ مـَداهـا ولا يـُخـتـَصـَرْ
مَضى ما مَضى منكَ والذاهبات
تـُضيءُ قـَنـاديـلـَهـا لـِلـكـِبـَرْ
روَيـدا ً تـُثــََقـِّـِلُ تـلـكَ الـخـُطى
وتـَثـلِـمُ شِــرَّة َ ذاكَ البـَصـَرْ
وشـَـيئا ً فـَشـيئا ً تـَحُـولُ الحـياة
شـَـريطا ً بـَدأنـاهُ عـندَ الـصـِّغـَرْ
حيـاديـَّة ً غـيـرَ بعض ِالهُـموم
رَمـاديـَّة ً غبـرَ بـَعـض ِ الصـّوَرْ
وأنتَ تـُعـاصي وَغـَيمُ السـّـنين
عـلـيـكَ لأمـطـارِهِ مـُنـْهـَمـَرْ
وكـَم ذا تـُكـابـِرُ والأربـَعـون
ذ ُرىً كلُّ ما بـَعـدَهـا مـُنحـَدَرْ ؟!
أأوجـَعُ مـِن أن يـَضجَّ الـحَنين
بـِقـلـبـِكَ حـتـّى لِبـؤس ٍ غـَبـَرْ ؟
وأنـَّـكَ يا أ قـلـَقَ الـمـُتـعَـبـين
تـُرى خـاليَ الـبـال حـَدَّ البـَطـَرْ ؟
وأنـَّكَ تـَضـحَـكُ لـِلـمـُبـكـيـات ؟
وأنـَّكَ تـَصـفو بـِرُغـم ِ الـكـَدَرْ ؟
ومـاذا سـوى هـذه ِالـبـارقـات
يـَرى مـنـكَ إذ يـَلـتـَقـيكَ البـَشـَرْ ؟
عـلى أنَّ أ وجـَعَ كـلِّ الـهـمـوم
أ نْ نـألـَفَ الـهـَمَّ حـَدَّ الـخـَدَرْ
وَذ ُروَة ُ مـأسـاتـِـنـا أنـَّنــا
نـَسـُرُّ ، ولـكـنـَّنـا لا نـُسـَــرْ !
ولـيـسَ لـِفـَضـل ٍ لـنـا مـَحـْمـَدٌ
ولـيـسَ لـِذ َنـْب ٍلـنــا مـُغـْتـَفـَرْ !
مَضى مـا مَضى غيرَ أنَّ الحـياة
لـَهـا فـيـكَ رأيٌ بَعـيـدُ الـنـَّظـَـرْ
فـإنْ بـَذ َّرَتـكَ سـنون ٌ مـَضـَتْ
فـأنـتَ لـِمـا بـَعــدَهــا مـُدَّ خـَـرْ
وإنْ جـَرَّحـَتْ مـنـكَ مـا لا يـُرى
صـروفُ زمـان ٍ كـثـيـرِ الـغـيـَرْ
فـَيـا طـالـَمـا جـَرَّدَتـكَ الـهـُمـوم
فـَكنـتَ عـلى الموتِ مـَوتـا ًذ َكـَرْ
وَيـا طـالـَمـا دَقَّ مـَرمَى خـُطـاك
عـلى هـَدْأة ِالـلـيل ِحـَتـى اقـشـَعـَرْ
وَإذ كـنـتَ تـَعـبـُرُ كـانَ الـغـُـفـاة
يـَرَونـَكَ جـُرحـا ً كـبـيـرا ً عـَبـَرْ
كـأنْ حـُلـُمٌ مـَرَّ لـولا الـصـَّبـاح
تـُشـَعـشـِعُ أضـواؤه ُ في الـخـُثـَرْ
وَيـَنتـَصرُالـفـَجرُ.. تـَطوي الجَناح
عـلى نـازِفٍ في الضّلوع ِانتـَصَرْ!
كـذا أنـتَ.. مـُسـتـَشـهـَدٌ مـُهـمـَلٌ
ولـكـنـَّهُ عـُمـرَه ُ مـا كـَفـَرْ !
مَضى ما مَضى..لا نـَهـَتـْكَ النـُّهاة
ولا آمـِرٌ ، حـيـثُ تـَسـعـى ، أمـَرْ
مـروءَ تـُـكَ ا لـعـَلـَّمـَتْ وَحـدَهـا
مـَسـارَكَ ، وا لأمـَّنـَتْ مـِن عـَثـَرْ
يـُكـَحـِّلـُكَ الـفـَجـرُ حـيـثُ انـفـَطـَرْ
وتـَعـتـَمـِرُ ا لـلـيلَ حـيـثُ اعتـَكـَرْ
وَتـَبـدو أنـيـسـا ً لـِكـلِّ الـحُـتـوف
وَتـَبـدو أ لـيـفـا ً لـِكـلِّ ا لـغـِـرَرْ
وَتـَسـعى إلـى الحـَيـفِ أنـَّى أناخ
وَتـَحـتـَمِـلُ ا لـوِزْرَ أ نـَّى وَزَرْ
ويـَشـتـَجـِرُ الـغـَيـظ ُفي جانـِحَيك
بـَلى .. كـلُّ غَـيـظٍ لـَهُ مـُشـتـَجـَرْ
ولـكـنَّ غـَيـظـَكَ صـَعبُ الـمِـراس
لـَهُ بـَينَ كـلِّ ا لـخـَلا يـا شـَرَرْ
وَتـَعـلـَمُ أ نـَّـكَ جـِئـتَ ا لـحَـيــاة
كـثـيـرَ الـتـَّحـَدّي ، قـَلـيـلَ الـحَذ َرْ
وأنـَّكَ ، والـدَّهـرُ حـَربٌ عـلـيـك
جـَرَرتَ على الـنـَّفـس ِما لا يـُجـَرّ ْ
أجـَرتَ الـذي عـُمـرَهُ لـم يـُجـَرْ
وأهـدَرتَ مـا عـُمـرَهُ مـا انـهـَدَرْ
وشـابـَكـتَ حـتى دَمِـيـتَ وحـتـّى
تـَرَكـتَ عـلى كـلِّ وَجـْه ٍ أثـَرْ
وَيـا طـالـَمـا لـَعـَـقــَتْ مـُـرَّة ٌ
دِمـاكَ فـألـفـَتـْكَ مـنـهــا أمـَـرّ ْ!
بـَلى عـِبـْرَة ً كنتَ .. حتى الجنون
تـَنـاهى وَلا ، مـا نـَهـَتـْكَ الـعـِبـَرْ
نـَذ َرتَ لـِكـلِّ زمــان ٍ دِمــاك
فـَقـُلْ لـي زَمـانـُكَ مـاذا نـَذ َرْ ؟
وَهـَل سـألَ الـمـاءُ في راحـَتـَيك
عـُمـَيـرُ الـذي يـَسـتـَقي أم عـُمـَرْ؟
وهـَل كنتَ يـَوما ًسـوى ما تـَشاء؟
وَهـَل شـِئـتَ إلا الـّذي لا يـُقـَـرّ ْ؟
مـُفـارَقـَة ٌ أيـُّهـا الـمـُبـتـَلـى
بـِأنْ لا يـُفــادَ ، وأنْ لا يـُضـَرّ ْ!
مـُفـارَقـَة ٌ أنْ تـَكـونَ الـطـَّويـل
وكـلُّ أيـاديـكَ تـَشــكو الـقـِصـَرْ!
مـُفـارَقـَة ٌ أنـَّـكَ الـمــُبــتـَـدا
وأنَّ جـَمـيـعَ الـرَّزايــا خـَبـَرْ!
بـِلـَحْـمـِكَ دَثـَّرتَ عُريَ العـُراة
وَتـَعـرى فـَتـَبـقى بـِلا مـُدَّثـَرْ
وتـَسـقـي دَمـا ً.. أيُّ جـَدْبٍ ألـَمَّ
وجـُرحـُكَ مِـن نـَخـوَة ٍ ما زَخـَرْ؟
وتـَظـما فـَتـَسـتافُ كلَّ الـرِّمـال
وَلا وِرْدَ ، حـتى ظـَماكَ اعـتـَذ َرْ!
مـُكـابَـرَة ً تـَفـعـَلُ الـلا يـُطـاق
ولـَسـتَ عـلى فـِعـلـِه ِمـؤتـَجـَرْ
مـُكـابـَرَة ً صـُنـتَ مـا لا يـُصـان
وَبـَذ َّرتَ مـا لـَم يـُبـَذ ِّرْ بـَشـَـرْ
مـُكابـَرة ً أيـُّـهــا الـمـُقـتـَفـي
رَداه ُ كــأنَّ ا لـمـَنـايــا وَطـَـرْ!
وَهـا أنـتَ أتعـَبـتَ كـلَّ الـدّروب
وهـا أنـتَ ألـهـَبـْتَ كـلَّ الـغـُمـَرْ
وَها أنـتَ صاحَتْ بكَ الصّائحات
وشـَدَّتْ عـلى كـلِّ قـَوس ٍ وَتـَرْ
تـَحَـيـَّرتَ فـي رَهـَج ِالـحـادثـات
مـاذا تـُبـَقـّي ، ومــاذا تـَـذ َرْ
وَهـَبـْكَ اتـَّقـَيـتَ جـَمـيعَ السـِّهـام
فـَمـِن سـَهـم ِنـَفـسـِكَ أيـنَ الـمـَفـَرّ ْ؟
وَتـَبـقى وَنـَفـسـُكَ نـَفـسُ الـكـَريـم
لـَهـا حـيـنَ تـَزجـُرُهــا مـُزدَجـَرْ !
بـَلـى كـلُّ مـا تـُنـزِلُ الـنــَّازِلات
تـَحـَمـَّلـُه ُ الأرضُ بـَردا ً وَحـَرّ

#الأدب_العربي

show more

Share/Embed