لا تغدرني يا صاحبي !
علاء الروحي قصص علاء الروحي قصص
180K subscribers
7,147 views
1.2K

 Published On Oct 10, 2024

الإنسان في هذه الحياة لابد له من مخالطة الناس، واتخاذ بعضهم جليسا له ورفيقا وصديقا، وعونا على مشاكل الحياة.
ولما كان الناس متفاوتين في أخلاقهم وطباعهم: فمنهم الخير الفاضل الذي ينتفع بصحبته وصداقته، ومجاورته ومشاورته، ومنهم الرديء الناقص في عقله وخلقه ودينه، الذي يتضرر بقربه وعشرته ومحبته صداقته؛ نبهنا النبي صلى الله عليه وسلم ووجهنا إذا أراد أحدنا أن يتخذ صاحبا أن يتخير من بين الناس، وأن ينظر ويدرس ويحقق ويدقق، ولا يعجل، ولا يصحب من الناس أي إنسان كما اتفق، وإنما يهتم لهذا الأمر اهتماما عظيما؛ لما سيكون لهذه الصحبة من أثر في الدنيا والآخرة.
فقد روى الإمام أحمد والترمذي عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [المرء على دين خليله؛ فلينظر أحدكم من يخالل].
وقال تعالى: {يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}.
فأرشد إلى اختيار الصحبة وحسن اختيار الرفيق والخليل:
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم .. .. ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
فليس شيء أدل على شيء من الصاحب على صاحبه:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه .. .. فكل قرين بالمقارن يقتدي
وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلين للصديق الصالح وصديق السوء:
فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [مثل الجليس الصالح وجليس السوء؛ كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافح الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة](متفق عليه).
فبين أن صحبة الصالحين ومجالسة المتقين الطيبين خير وبركة، ونفع ومغنم، في كل أحوالها، تماما كمجالسة حامل المسك، فجليسه معه في نفع دائم، فهو إما أن يهديك من عطره أو يعطرك، وإما أن تشتري منه، وأقل شيء أنك مدة الجلوس معه وأنت قرير النفس، منشرح الصدر برائحة المسك والعود، والعنبر والورود.

show more

Share/Embed