Ustaas Xàali Gay di leeral bayaan bi waa Kawaadirul Muriidiya def ci tuumay Xaadim Jéey.
2mt tv 2mt tv
19.6K subscribers
477 views
7

 Published On Aug 15, 2020

البيان رقم 5:

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وخديمه وأمته أجمعين.

لقد عثرنا على مقالة تحمل عنوان "تاريخ مقاومة الشيوخ فى السنغال حافل بالمفاهيم غير صحيحة" من وهابي يدعى خادم رسول جيي ولنا عليها ملاحظات جِدّ عديدة:

أولًا: يبدو من بين سطور هذه المقالة أن كاتبها ليس ملمًا بالتاريخ الإسلامي السنغالي وخاصة فيما يتعلق بالسياسة والمقاومة: المسلحة منها والسلمية.
ثانيا: يريد كاتب هذه السطور من الآباء أن لا يجاهدوا بالسلم؛ وإنما بالحرب المسلحة فقط نظرًا لما رأينا من تمجيده وتطبيله للمجاهدين المسلحين مسلميهم وكفارهم تمجيدا جاوز الحد في الوقت الذي نشم من بين الأسطر رائحة البخس من حقوق السلميين الذين - مهما اختلفنا - فنتائجهم أفضل من نتائج المسلحين. فهو يتمنى عليهم أن يكونوا بعيدين عن الوعي والحكمة ويتصفوا بـ"الشجاعة التهورية" ولا بـ"الشجاعة العقلانية".
ثالثًا: قوله بأن جميع الشيوخ كانوا غير مرحبين بالفرنسيين وكانوا يبغضونهم.. فهذا قلب للحقائق التاريخية، بل من الشيوخ آنذاك من هادن وسالم ورحّب بالمجيء الفرنسي؛ بل إن منهم من فضّل حكم الفرنسيين على حكم الأقْيال الأرستقراطيين المحليين الذين كانوا ظلمة إلى حد بعيد.
ورابعًا: فمحاولة إثبات شيء مّا من التاريخ السنغالي في "دراسة" لا تتجاوز بضعة أسطر شيء غير جدي وغير نزيه في المجال العلمي. فكثير من الباحثين المتغربين والمستعربين كتبوا عن هذه النقاط ولم يحيطوا بها؛ إذن فكيف بمقالة ذات بضعة أسطر فيها من علل واعوجاجات ما يدل على عدم تمكن كاتبها من الفن الذي يريد الخوض فيه.
وخامسًا: الجهاد بالسلم أو بالديبلوماسية قام به المسلمون كثيرا في سالف التاريخ الإسلامي وخاصة في أوقات الضعف، وعدم معادلات القوى الحربية. فجَد الشيخ أحمد بمبا المعروف بمهرم امباكي حلّ مشكلة كبيرة فشل فيها مشايخ منطقته كلهم لما حاولوا حلها بالقوة؛ وحاربهم القيْلُ الأرستقراطيُّ الساكنُ ببوَلْ وغلبهم ثم استعبدهم (أي جعلهم عبيدا) في حظيرته. ومن هنا جاء إليه مهرم امباكي وقام بدور ديبلوماسي كبير حرّر فيه هؤلاء المشايخَ الكرام بعد أن علّم القيل بأن هؤلاء لا يستطيعون أن يكونوا قطّ عبيدا لأنهم يحملون القرآن الكريم في صدورهم. فقال له القيْل: "لو رأيتُك قبلهم لما دار بيني وبينهم ما دار".

وهذه المقالة التي بين أيدينا تنقسم إلى جزءين:
١- جزء يريد الكاتبُ أن يؤكد فيه أن الآباء المجاهدين المسلحين غُلبوا؛ والسلميين منهم وإن بدأوا بالمقاومة إلا أنهم أخيرًا رضخوا للمستعمر واستسلموا.
٢- وجزء يتحامل فيه الكاتب على القصاصين الذين يقلدون شيوخهم كل أوسمة وميداليات. وهذا الجزء لا يحتاج إلى رد لتفاهة مضمونه.
فلا نطيل الكلام عن المقاومة المسلحة لأن نتائجها معروفة لدى الجميع.

وأما المقاومة السلمية فرجالها ينقسمون إلى أقسام:
١- قسم بدأ بالمقاومة ثم تراءى له عدم الاستمرار فيها فسالم وساكن النصارى ومال إليهم واستفاد من امتيازات كبيرة وعظيمة.
٢- وقسم بدأ بالمقاومة واستمر فيها حتى آخر رمق؛ وإن كان يتخللها بين فينة وأخرى مواقف من الممكن وصفها بـ"الدبلوماسية" نظرا للظروف والإمكانيات والتهرب من المواجهة المسلحة التي كان الفرنسيون يدفعونهم إليها لإبادتهم عن بكرة أبيهم مرة واحدة. ومن هذا القسم الأخير كان الشيخ أحمد بمبا ومن حذا حذوه.

وجدير بالذكر هنا أن من أسباب نفي الشيخ أحمد بمبا إلى دولة الغابون لمدة سبع سنوات، ثم إلى موريتانيا بعد ذلك لمدة خمس سنوات: رفضه الخضوع لشروطهم الثقيلة وإلقاء زمامه إلى أيديهم.
وحتى بعدَ عودته من المنفَى لم يتغيّر موقفه الصَّارم معهم قيد أنملة مما أدى إلى فرض إقامة جبرية عليه في مناطق مختلفة في السنغال، وقال حينها:

{ولا أداهن ذوي التنصّر
إن شاء من يمنّ بالتبصّر}

وقال:
{ولي اشهد بأني لا أداهن مشركًا
خليلا حبيبًا للذي كرّم الجنبا}

وكان معهم عزوفا عيوفا مما جعله يعاهد الله أن لا يمدَّ إليهم يده لطلب أي شيء :
{كتبتُ في البحر أني لا أمد يدي
إلى النصارى عبيد الماء والطين}
ومع هذا كيف يتفوه عاقل أنه خضع لهم أخيرا وقام بمداهنتهم؟
وكانت مقاومته السلمية - في النهاية - تتمثّل في مواجهة الخطط التخريبية للمستعمرين وإبعاد قومه عن التنصُّر والتأثٌّر بثقافتهم.. وينجلي ذلك في الشروط التي عرضها عليهم الشيخ امباكي بوسو مقابل تقبل إرسال بعض أبناء المريدين للتَّعلُّم الفرنسي في مدرستهم.
وقام الشيخ بتربيتهم على العبادة والعمل والاعتماد على النّفس، ونجاحه في ذاك ابن جلا لا يخفى على أحد.
انظر في الإرواء كيف أصبحت مدينة انجاريم نفسها متأثرة بالثقافة الإسلامية المريدية بعد أن كانت متحضّرة بالثقافة الاستعمارية تطغى عليها الجاهلية من ذي قبل بقوله : "فصارتِ القرية أعمر قرية بمساجدها ومدارسها القرآنية والعلميّة".
وكلها - بعد فضل الله - بحسن سياسة الشيخ أحمد بمبا واستراتيجيته الفعالة بمن كانوا معه من كبار المريدين.

وواقعية الشيخ الخديم تظهر جليًا عند ما عرفنا بأنه اختار الإصلاح من القاعدة بدل الإصلاح من القمة؛ وسارع في إنشاء قرى لتربية الناس وتعليمهم أمور دينهم وترسيخ التوحيد والإخلاص في قلوبهم؛ لما تراءى له بأن المواجهة بالسلاح فات أوانها. ولذلك أكّد لكل من لاتجور جوب وألبوري انجاي أن الدولة الفرنسية لا تُقاوم بالسلاح، وإنما بالعلوم قائلا لهم: {مناوشتكم أنتم وأمثالكم ممن يقولون بالجهاد ليست إلا إيماء يعود وبالُه على المومئ}.

واختيار الشيخ الخديم التربية كسلاح لمواجهة النصارى ليس بالتخبط والارتجالية؛ بل معايشته في صباه الحروب التي دارت بين الأمير مابا جاخو والمستعمر ومآلات هذه الحروب جعلته يتبنى - بنُهيته ونجاعته- استراتيجية أخرى للحفاظ على الموجود أولًا؛ وتقويته ثانيا؛ ثم نقله إلى الجيل القادم ثالثًا؛ هذا الجيل الذي سيتولى فيما بعد - إن كان له وعي وفقه مستنير - التغيير المطلوب في القمة والهرم السياسي عند ما تستوي معادلات القوى.
والمستعمر الفرنسي بمعرفته خطورة هذه السياسية السلمية الت

show more

Share/Embed