. ☣️☢️ كهوف واد هلال العملاقة ☢️☣️ .

هاته المرة نأخذكم إلى أحد الأخَادِيدْ العِمْلاقة
لنغوص معاً في دَهاليزْ واد هلال ألمَهِيبْ ،

يقول علماء الأرض والجيولوجيا و متخصصي علم الصخور أن هذا الأخدود تشكل بسبب إنهيار صخري بفعل الجاذبية أو ربما الزلازل منذ زمنٍ بعيد......

كان هذا الأُخْدُودْ على مدْ الدَهرْ بِمَثابة حِصنْ لكل ثائرْ ، و مَلجئٍ لكل صُعلوكْ
يقع المدخل عند طرف الوادي على حافة صخور جيرية ضخمة يغطيها الطُحْلب
تَوارى خَلفَها ممر طويل ، تحت جلُمودٍ صخري عَظيمْ

أسْنَد ظَهرهُ إلى صَخرةٍ مسامية تآكلتها الأنواء وأخترقتها الرياح بعويلها وهي تصارع الجوارح في مساكِنها،

مُخْفِياً أسفل إحدى زواياه ، نَفَقٌٌ مُظْلِمْ يَمْتَدْ وسط الفَراغْ،
ليُشكلَ ممرات محفورة بين الصُخُورْ
بُنيتْ لها قناطر خشبية حتى تسهل الولوج إلى قلب الجبل.

وإلى الجنوب من هذا السرداب وراء حافة صخرية متكسرة تضهر شُرْفَة مُعَلقة عند أعتاب الغيوم
تُلْقَى الأبْصَارْ منها لتُشاهد ، بذهول واد هلال وهو يمزق أوصال هضبة النمامشة ،محاولاً بكل أسى عزلها عن أوراسها.

ومن ثم يمتد طريق آد ماجوراس ويزحف داخل الوادي حيث نبات الشيح الرمادي يغطي الأفق الذي لطال ما هرسته حوافر الخيل في هذا السهب بين تلك التلال الجيرية المشوشة بغبار القرون ،

هنا لا يزال الجبروت يَجْثُمُ على وجه وادي هلال الفولاذي اللون، تلاعبه الرياح كأنه أحد أباطرة الأساطير القُدامى جلس وحيداً يتأمل خيبته....

أماكن تستحق أن نزورها ولو لمرة واحدة في حياتنا.