قال تعالى: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) [الرحمن:5] فقد خلقهما الله ضمن قوانين ثابتةٍ محسوبةٍ حساباً دقيقاً، أوجدت إمكانية أن يضبط الإنسان حركته وحياته وفق ذلك، وأن يحسب الوقت والأيام والشهور والسنين.
ولذا قال تعالى: (‏هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [يونس:5].
وقال سبحانه: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ) [التوبة:36].
حتى قضية الخسوف والكسوف، حيث تم اكتشاف معادلتها، وصار أهل الاختصاص يقدّمون للناس كشوفات بتواريخ حدوثها بالدقة، قديماً، قبل مئات السنين، وفي المستقبل.
ومثال ذلك أننا نعرف بخسوف القمر فجر الغد بتوقيت الكويت ومتى يبدأ بالنسبة إلى توقيتنا المحلّي ومتى يبلغ الأوج ومتى ينتهي إلخ خصوصياته، ومن خلال ذلك ننبّه الناس ليؤدوا الصلاة الخاصة بالخسوف في الوقت.
كل هذا يُرشدنا إلى أهمية تنظيمنا للوقت، وأن لا نكون فوضويين في حياتنا، فالوجود مبني على النظام والدقة.
لا تجعل الظروف هي التي ترسم معالم نشاطك في يومك، بل خَطِّط واسعَ أن تجعل يومَك مُثمراً، فحُسن استثمارك لحياتِك هو رأس مالك في الآخرة.