ليلة العاشر من محرم الحرام | ليلة الطفل الرضيع | الشيخ حيدر المولى
الشيخ حيدر المولى haydar almawla الشيخ حيدر المولى haydar almawla
2.61K subscribers
438 views
16

 Published On Jul 16, 2024

ليلة العاشر من محرم الحرام
ليلة الطفل الرضيع
الخطيب الشيخ حيدر المولى

اللهُ يا حَامِي الشَّرِيعَه َتُقِرُّ وَهْيَ كَذا مَرُوعَه

بِكَ تَسْتَغِيثُ وَقَلْبُها لَكَ عَنْ جَوَىً يَشْكُو صُدُوعَه

مَاتَ التَّصَبُّرُ فِي انتِظارِكَ أَيُّها المُحْيِي الشَّريعَه

فَانْهَضْ فَما أَبْقَى التَّصَبُّرُ غَيْرَ أَحْشاءٍ جَزوعَه

قَدْ مَزَّقَتْ ثَوْبَ الأَسَى وَشَكَتْ لِواصِلِها القَطِيعَه

كَمْ ذَا القُعودُ وَدِينُكُم فَجِيعَةٌ بِأَمَضَّ مِنْ تِلكَ الفَجِيعَه

حَيْثُ الحُسَيْنُ عَلَى الثَّرى خَيْلُ العِدَى طَحَنَتْ ضُلُوعَه

قَتَلَتْهُ آلُ أُمَيَّةٍ ظَامٍ إلى جَنْبِ الشَّريعَه

وَرَضيعُهُ بِدَمِ الوَريدِ مُخَضَّبٌ فَاطْلُبْ رَضيعَه


شعبي
شِيعَتي مَهْما شَرِبْتُمْ عَذْبَ مَاءٍ فَاذْكُرُونِي أوْ سَمِعْتُم بِشَهيدٍ أوْ غَريبٍ فاندِبونِي

فأَنا السِّبْطُ الَّذي مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ قَتَلُونِي وَبِجُرْدِ الخَيْلِ بَعْدَ القَتْلِ عَمْداً سَحَقُونِي

لَيْتَكُمْ في يَوْمِ عاشُورا جَميعاً تَنْظُرونِي كيفَ أسْتَسْقِي لِطِفْلِي فِأَبَوْا أنْ يَرْحَمُونِي

فَسَقَوْهُ سَهْمَ بَغْيٍ عِوَضَ الماءِ المَعينِ

نعزّي إمامنا الحجّة عجّل الله فرجه في هذه الليلة الحزينة بهذه المصيبة الإلهيّة ونسأل الله أن يكتبنا في جملة أوليائه الذين يأخذون بثاراته حين ينادي فيهم يا لثارات الحسين بعد أن يظهر عجّل الله فرجه في الكعبة ويتوجّه إلى كربلاء كما يُروي- يجتمع النّاس من حوله وهو عند جدّه الحسين عليه السلام يضرب سيفه بالأرض يستخرج جثمان الرضيع المدفون على صدر والده الحسين أو إلى جنبه، يرفعه أمام النّاس على الحالة التي قتل وذُبح بها من الوريد إلى الوريد وينادي أيّها النّاس بأيّ ذنب يُذبح هذا الرضيع من الوريد إلى الوريد (بأيِّ ذنب يُذبح على يدي والده الحسين) فيضجّ النّاس بالبكاء وَكلٌّ ينادي وا حسيناه وا شهيداه وا إماماه نعم أيّها المؤمنون- هذا الطفل لم يكفِ أنّه ذُبح على يدي والده

إلّا أنّه ذُبح عطشاناً ظمآناً لم يذق ماءً، في مثل هذه الليلة كان الطفل يضطرب بين سيّدتنا زينب اضطراب السمكة في الماء- كما تروي سكينة ابنة الحسين- وهو يصرخ وهي تقول: صبراً يا ابن أخي وأنّى لك الصبر وأنت على هذه الحالة يعزّ والله على عمّتك أن تراك عطشاناً، طلبت له جرعة صغيرة من الماء تبلّ شفتيه اليابستين لم تجد، حامت حول الخيام ومعها ما يقرب من عشرين صبيّ وصبيّة يطلبون الماء لهذا الرضيع ولهم فلم يجدوا حتّى كان اليوم العاشر، أقبلت به الحوراء زينب إلى الحسين وكان قد قتل جميع الأصحاب وكذلك أهل بيت الحسين ولم يبق إلّا زين العابدين العليل في خيمته، أتت به إلى الحسين وقد أراد أن يودّعه فقالت له: يا أخي إنّ هذا الطفل- له مدّة- ما شرب الماء فاطلب له شربة من الماء، نظر إليه الحسين مغمىً عليه من العطش، شفتاه قد ذبلتا من الظمأ، أجلسه في حجره جعل يقبّله ويقول: ويلٌ لهؤلاء القوم إذا كان جدّك محمّد المصطفى خصمهم... وضعه الحسين تحت ردائه يظلّله من حرارة الشمس، أقبل به نحو الأعداء وقف أمام الجيش حاملاً طفله التفت يمنة ويسرة ثمّ خاطبهم قائلاً: يا قوم قد قتلتم أخوتي وأولادي وأنصاري، وما بقى غير هذه الطفل، وهو يتلظّى عطشاً


من غير ذنب أتاه إليكم، فاسقوه شربة من الماء.

(يا قوم ان لم ترحموني فارحموا هذا الطفل)، (لقد جفّ اللبن في ثدي أمّه)..

(آه) ثُمَّ انْثَنَى نَحْوَ الوَغَى بِرَضِيعِهِ مُسْتَرحِماً لِظَماهُ مَنْ لَمْ يَرْحَمِ

يَدعُو أَلا هَلْ شُرْبَةٍ تَسْقُونَهُ مَاءً فَها هُوَ ذَو حَشىً مُتَضَرِّمِ

فَتَخاسَروا بِجَوابِهِ لَكِنَّما كانَ الجَوابُ لَهُ جَوابَ الأُسْهُمِ


فاختلف العسكر فيما بينهم فمنهم من لعن عمر ابن سعد، ومنهم من قال إذا كان ذنب للكبار فما ذنب هذا الطفل، ومنهم من بكى على قساوة قلبه لحال هذا الطفل، ومنهم من قال اقتلوه، ولا تبقوا لأهل هذا البيت باقية.

فلمّا رأى ابن سعد ذلك صاح بحرملة بن كاهل (لعنه الله)، ويلك حرملة اقطع نزاع القوم قال: ما أصنع؟ قال: إرم الطفل بسهم، قال حرملة: فوضعت سهماً في كبد القوس وتأمّلت أين أرمي الطفل فرأيت رقبته تلمع على عضد أبيه الحسين كأنّها إبريق فضّة- آجركم الله يا مؤمنون- يقول اللعين فرميت الطفل بسهمي وذبحته من الوريد إلى الوريد رحم الله المنادي وا حسيناه، وا عبد الله، وا شهيداه..

قيل لهذا اللعين حرملة (لمّا جيء به إلى المختار الثقفيّ
رحمه الله والذي أخذ بثار الحسين وقتل كلّ المشاركين في قتله.. لمّا روى لهم هذه القصّة) قالوا له ويلك أما رقّ قلبك لهذا الرضيع؟! قال: بلى، قالوا: وكيف؟! قال: لأنّ الطفل كان مغمى عليه من شدّة العطش. فلمّا أحسّ
بحرارة السهم أخرج يديه من قماطه، واعتنق رقبة أبيه الحسين عليه السلام وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح..

(آه) فَلَهْفِي لَهُ مُذْ طَوَّقَ السَّهْمَ جِيدُهُ كَما زَيَّنَتْهُ قَبْلَ ذَاكَ تَمائِمُهُ

وَلَهْفِي لَهُ لَمَّا أَحَسَّ بِحَرِّهِ وَناغاهُ مِنْ طَيْرِ المَنِيَّةِ حائِمُه

هَفا لِعِناقِ السِّبْطِ مُبتَسِمَ اللَّمَى وَداعاً وَهَلْ غَيرُ العِناق يُلائِمُه

آه گطع اگماطة او شبك عودة وامن السهم رفّت ازنودة

واتغيرت وردة اخدودة يا ناس حتّى الطفل مذبوح

ودمه على زند حسين مسفوح وين اليساعدني ويجي اينوح

قلبي على فرگاه مجروح

ثمّ أنّ الحسين ملأ كفّه من دم الرضيع ورمى به إلى السماء وقال: هوّن ما نزل بي أنّه بعينك يا ربّ، اللهم لا يكن أهون عليك من فصيل ناقة صالح، يا ربّ إن كنت حبست عنّا النصر من


السماء فاجعل ذلك لما هو خيرٌ منه وانتقم لنا من الظالمين، فنودي: دعه يا حسين فإنّ له مرضعاً في الجنّة..

تلگه احسين دم الطفل بيده اشحال الينگتل ابحضنه اوليده

سال او ترس كفه من وريده اوذّبه للسما اوللگاع ما خرّ

وَلَوْ تَراهُ حَامِلاً طِفْلَهُ رَأَيْتَ بَدْراً يَحْمِلِ الفَرْقَدا

مُخَضَّباً مِنْ فَيْضِ أَوْداجِهِ أَلْبَسَهُ سَهْمُ الرَّدَى مُجَسَّدا

ثمّ أقبل الحسين برضيعه إلى المخيّم وقد حمله تحت ردائه، ..

show more

Share/Embed