حكاية غيمة
حيث بقيت تحاول ان تكون قنديل بحر فقط لأنها وضعت هُناك.
ولكنها بالنهاية كانت غيمة وليست قنديل بحر.
حينما وضعوا غيمة صغيرة في عمق المحيط ظنّت انها يجب ان تصبح كباقي القناديل، خالدة ولامعة، لا أحد يؤذيها، جميلة بشكل استثنائي.
لم تعلم انها غيمة بالاساس، وجميع محاولاتها لتصبح قنديل بحر هي بالاساس خسارة لذاتها.
بقيت غيمة لوقتٍ طويل تحاول ان تتشكل كالقناديل، اخرجت صواعقها ولكنها لم تكبر، ظنّت انها تحتاج لوقت اطول، كل يوم كان بمثابة غدًا سيحدث، شعرت بتشتت كبير وكأنها في مكان غريب تمامًا، على الرغم من انه المكان الذي ابصرت به الحياة.
كان كل يوم عبارة عن خسائر، كان بقائها في المحيط يعني فقدان جميع قدراتها، ومع ذلك ظلّت تحاول.
لم تدرك ان مكانها السماء حيث باقي الغيوم، حيث اساس لون البحر. هناك ستكون اجمل وأكبر، تتنقل بكل راحة دون خسائر، وسيرى الجميع صواعقها، ولن تكون مؤذية بأي شكل. وقد تتلون ايضًا، او ربما تعكس قوس القزح.
ولكنها لم تدرك ذلك، انها تحاول في المكان الخطأ، تحاول بكل قوّة بجزء فارغ، بالنهاية كانت غيمة وليست قنديل بحر.
لو ادركت غمية ذلك لكانت الان تنعكس على ذلك المحيط وكل من بداخله يراها، كانت ستتوسط النجوم، واحيانًا القمر، كانت ستكون بكل مكان حيث هي بالاساس.
ولكنها لم تدرك ذلك، لانها نظرت فقط حيث وُضعت، نظرت لذلك الرُكن وكأنه عالم. وعلى الرغم من كُبر وعمق المحيط، الا انه كان ضيق، لانه بالاساس ليس مكانها.
وهذا مايحدث عندما تحاول ان تضع كل جهودك بما هو ليس لك، فقط لأنك تحاكي من حولك.
تخسر اجزاء منك كل يوم دون ان تدرك ذلك.
هل تذوب الغيوم في المياه؟ ام لانها تمطر لذلك تقاوم الماء ولا تتأثر به؟ كم ستبقى تقاوم حتى تستسلم وتتحول لفقاعات منتهية؟
ولكنها اذا كانت تذوب حقًا! فهذا يعني انك كل يوم تذوب في غير مكانك، كل يوم تنتهي وتتشتت، وتضيع حقيقتك فقط لانك لست بمكانك.
لو كنت في عالمك ومحيطك منذ البداية لما شعرت بالانطفاء، لما شعرت بخجل من اجزائك، وماكنت لتكون ما انت عليه الان، فقط لو كنت بمكانك الحقيقي، وليس حيث وضعت.
احيانًا تلك المنطقة الامنة حيث وضعنا دومًا، هي النقطة والجزء المؤلم بحياتنا، ويجب ان نتحرك ونبحث عن المكان الذي سنكون به الافضل.
حيث سنلمع ونفهم ما يحدث بداخلنا، ولن نخجل من ان نظهر الاختلاف الذي نمتلكه، بل نتميز به.
فقط لو ندرك ان هذه المنطقة ليست المكان الوحيد وننظر من حولنا، فقط لو حصلنا على فرصة لنتجرد من الانغلاق ونحاول بشكل اكبر، وحر اكثر.
وقد تكون فرصة واحدة تكفي لتجعلك تلمع، فقط ضع كل ماتمتلك بهذه الفرصة.
اهرب من كل مايجعلك مظلم، حتى لو تعبت قليلًا، فالشمس لا تضيء كل الفضاء، بل فقط الجزء الذي يقترب منها، وعلى الرغم من حرارتها الا انها تظهر حقيقة الاشياء وجمالها،تمامًا كالقمر.


المدونة:
https://blackhole00b.blogspot.com/202...

#بودكاست #اكسبلور #اقتباسات #خواطر #بودكاست_عربي #فصحى #كتابة_المحتوى #لغة_عربية #مدونة #بودكاستات