في سلسلة ذهبية كمالية، يسير الشيخ حفظه الله على اقتطاف وإجلاء الأنوار التي أتحف الله بها عباده في الآيات القرآنية. والشيخ يسير مع المستمع في رياض كل آية، يتوّج الشيخ فؤاد السالك بفهم عميق جليل، مبيناً فيه أوجه النظر في التربية على نهج كلام الله - فمنها إشارات الكمال والإتقان من المكمّل سبحانه، ومنها إشارات الجمال والرأفة من الرؤوف الجميل سبحانه، ومنها إشارات الجلال والهيبة من الجليل سبحانه. في كل وقفة، يسوغ الشيخ حفظه الله تنبيهات غابت عن كثير من المتقدمين الذين خاضوا في التفسير القرآني، ففي كل درس من هذه السلسلة الشيّقة، يتبين للناظر والسامع أن الشيخ المعلّم قد جمع بين نماذج الشرح والتعليل لكتاب الله - بين ما يكون من التفسير بالمأثور وبين التفسير بالإشارات إلى غير ذلك. في كل حالة، يسير المعلّم على إثبات خصال السلوك في القارئ الحامل الحافظ لآيات الرحمٰن، فتتحقق فيه صفة الحامل الأمين لهذا الدستور الأعظم والوصية الإلٰهية، ويتشخص فيه بلا زيغ ولا شك، قول العليم سبحانه: "فاسألوا أهل الذكر إن كُنتُم لا تعلمون."