Published On Mar 10, 2015
الحلقة ،صناعة الفرجة الشعبية بالمغرب
الحلقة مظهر من مظاهر ثقافتنا المغربية ، وشكل أبدعه الإنسان المغربي وطوره على امتداد تاريخه ، فالحلقة أخذت اسمها من شكلها الهندسي الذي يكون على شكل دائرة مغلقة يتوسطها صاحب أو أصحاب الحلقة ” الحلايقي أو الحلايقية ” الذي يكون عادة مختص (في فن الحكاية ، والإيماءة ، والألعاب البهلوانية) ، (وهذا يعني أن هؤلاء الممثلين يقدمون فرجة كاملة يلتقي فيها الضحك ، والهزل ، والدراما ، والشعر ، والغناء ، والرقص ، والحكاية . وبما أن الكل يشارك في التشخيص فإن ميدان التعبير يتسع كثيرا) ، كما انه من الناحية المبدئية يمكن للحلقة أن تتم في أي مكان ، لكن الجدار البشري ضروري لتستكمل الحلقة عناصرها وتحقق مقصديتها). وتقوم الحلقة أساسا على الخطاب الشفوي ، أي التواصل غير المكتوب بين الحلايقي وجمهوره المتحلق حوله ، هذا الجمهور الذي يكتفي بالاستماع ، التفرج أو المشاركة حسب نوعية نشاط الحلقة ، ومن الناحية الزمنية لا تتقيد الحلقة بوقت معلوم يلزم أن تستغرقه في تقديم عروضها ، فهي قد تطول وتمتد لتغطي الساعات الطوال كما أن لا شيء يمنعها نظريا على الأقل ، من تحديد مدة الفرجة وحصرها في وقت وجيز ..)(4) وللحلقة موضوعات تقدمها بشكل مركزي في عروضها، بغرض الفرجة والإدهاش والإثارة وغير ذلك .. وقد اشتهرت ساحة جامع الفناء ، الساحة الشهيرة في قلب مدينة مراكش ، بل لقد ارتبطت الحلقة بهاته الساحة ، بهذا النوع الفرجوي عالميا ، في الوقت الذي افتقدت عدد من الساحات لهاته الفرجة ، كساحة الهديم بمكناس وساحة باب الفتوح وباب عسيجة بفاس وساحة البحيرة وسوق اشطيبة بالدار البيضاء وساحة باب الأحد بالرباط ، وساحة سيدي عبد الوهاب بوجدة، وعدد من الساحات بجل المدن المغربية والأسواق الأسبوعية.
تقرير عبد الرحيم محلاوي
/ talbi.one