شاهد كيف خاva هxذا الشيعي من الاجابة على سؤال الشيخ خالد الوصابي . /3 DO N
الفيل الطائر 2 الفيل الطائر 2
21.7K subscribers
3,176 views
340

 Published On Streamed live on Oct 2, 2024

الشيخ خالد الوصابي
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي أمرنا بالدعوة إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين، محمد بن عبد الله، الذي كان خلقه القرآن، والذي علمنا كيف نتحاور ونتعامل مع الآخرين برفق وأدب، حتى مع من يخالفنا في العقيدة.

لقد جمع الإسلام بين الناس على أساس الإيمان بالله ورسوله، وحثّ المسلمين على التآلف والوحدة، والدعوة إلى الحق بالحسنى. ومع أن الخلافات المذهبية قد تسببت في بعض الأحيان في الفُرقة والشقاق بين طوائف المسلمين، إلا أن الحوار الصادق والقائم على الاحترام المتبادل يمكن أن يسهم في تقريب القلوب وتوضيح الحقائق.

أهمية الدعوة بالرفق والحوار البناء
في البداية، يجب التأكيد على أن الدعوة إلى الله هي مسؤولية كل مسلم، وأن من أبرز سمات الدعوة الإسلامية التي أرساها النبي صلى الله عليه وسلم هي الحكمة والموعظة الحسنة. قال تعالى في كتابه الكريم: "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ" (النحل: 125). وهذه الآية تشدد على أهمية الدعوة بالحكمة واللطف، بعيداً عن العنف أو التجريح.

عندما نخاطب إخواننا الشيعة، يجب أن نستحضر هذا المبدأ القرآني النبيل، فالخلافات الفقهية والعقدية ليست مبررًا للتجاوز في الأدب أو الخروج عن أخلاق الإسلام. علينا أن نتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مثالا للأخلاق الرفيعة في تعامله حتى مع غير المسلمين، ناهيك عن إخوانه من أهل القبلة.

دعوة للتعايش ونبذ الفُرقة
إن أكبر تحدٍ يواجه الأمة الإسلامية اليوم هو الفُرقة والاختلاف الذي يؤدي إلى التنازع والاقتتال. والله تعالى يقول: "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ" (الأنفال: 46). لذا، يجب علينا أن ندرك أن أعداء الإسلام يستغلون هذا التنازع بين المسلمين لتفتيت قوتهم وإضعاف كيانهم.

فالواجب على المسلمين السنة أن يبذلوا جهودهم في الدعوة بالحكمة والكلمة الطيبة، وأن يسعوا لتوضيح الحق لإخوانهم الشيعة دون أن يكون ذلك وسيلة للتهجم أو التشنيع. الحوار القائم على الاحترام هو المفتاح لفهم بعضنا البعض وتجاوز الفجوات التي أحدثتها الفتنة والتاريخ المأساوي.

الحوار القائم على الاحترام المتبادل
عندما نتحاور مع الشيعة، يجب أن نتذكر أن القرآن الكريم يدعونا إلى مجادلة أهل الكتاب - فضلاً عن المسلمين - بالتي هي أحسن. وقد بيّن الله عز وجل في كتابه أنه حتى في الجدال مع من يخالفنا في العقيدة، علينا أن نكون في قمة الأدب. قال تعالى: "وَلَا تُجَٰدِلُوٓاْ أَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" (العنكبوت: 46). فإن كان هذا حالنا مع أهل الكتاب، فكيف بإخواننا المسلمين، وإن اختلفنا معهم في بعض المسائل؟

الحوار مع الشيعة يجب أن يكون مؤسسًا على نقاط الاتفاق أولا، والتي هي عديدة. فهم يشتركون معنا في الإيمان بالله ورسوله والقرآن، ويشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. كما أنهم يؤدون الصلاة، ويصومون رمضان، ويؤمنون بالحج والزكاة، وهي أركان الإسلام التي نتفق عليها.

بعد ذلك، يمكن التطرق إلى نقاط الخلاف بروح الأخوة، مع توضيح وجهة نظر السنة استنادًا إلى الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة. ولكن يجب أن يتم ذلك بلطف دون تحقير أو تهوين من شأن الآخر.

أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة والحوار
النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو النموذج الأعلى في الدعوة والحوار مع الآخرين. لقد كان يلتقي باليهود والنصارى، وحتى مع المشركين الذين كانوا في مكة، وكان يناقشهم ويرد على شبهاتهم، لكنه كان يفعل ذلك بأخلاق عالية، وكان يتجنب الإساءة أو التهجم.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ". وهذا يدل على أن دعوة الإسلام ليست مجرد تعليمات وأحكام، بل هي منظومة أخلاقية راقية تهدف إلى نشر الحق بالرفق واللين.

أهمية العلم والمعرفة في الحوار
من الضروري أن يكون الحوار مبنيًا على العلم الصحيح. فعلى المسلم الذي يدعو إلى الله أن يكون مطلعًا على أصول دينه أولاً، وأن يفهم عقيدته بشكل جيد، وأن يكون على دراية بما يؤمن به الآخرون.

الحوار لا يعني فرض الرأي بالقوة أو محاولة إحراج الطرف الآخر، بل هو وسيلة لتبادل الأفكار وتوضيح الحقائق. فلا ينبغي أن نتحاور مع الشيعة أو أي طائفة أخرى بروح الانتصار للنفس، بل بروح البحث عن الحق، والاستعانة بالدليل من الكتاب والسنة.

دعوة للتحلي بالصبر والاحترام
في كل حوار قد تواجه اختلافات وصعوبات، ولكن يجب أن يتحلى المسلم بالصبر. فقد صبر النبي صلى الله عليه وسلم على إيذاء المشركين له ولم يرد الإساءة بالإساءة. وفي نفس الوقت، علينا أن نتذكر أن احترام الآخر هو جزء من أخلاق الإسلام، فقد قال الله تعالى: "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ" (البقرة: 256).

إن دعوة الشيعة إلى مذهب أهل السنة والجماعة يجب أن تكون بأسلوب بعيد عن التجريح أو الاستهزاء. فالدعوة الصادقة لا تثمر إلا إذا كانت بأسلوب مهذب يحترم الآخر. فكما أن الشيعي يتوقع منا أن نحترم معتقداته، علينا أن نتوقع منهم نفس الاحترام.

الخاتمة
في نهاية المطاف، نعود إلى المبدأ الأساس في الإسلام: أن الدين يقوم على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. الحوار بين المسلمين السنة والشيعة يجب أن يكون فرصة للتقارب والتعاون، وليس سببًا لمزيد من الانقسام.

علينا أن نقتدي بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أسلوب دعوته وأخلاقه في الحوار، وأن نتخذ من القرآن الكريم والسنة النبوية منهجًا في التعامل مع الخلافات. فالحوار الأدبي المحترم هو السبيل إلى تقريب القلوب وتوحيد صفوف الأمة الإسلامية.

والله نسأل أن يوحد قلوب المسلمين جميعًا على طاعته، وأن يهدي الجميع إلى الحق، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


#الإسلام
#الدعوة_إلى_الله
#الحوار_الإسلامي

show more

Share/Embed