حى جاردن سيتى من أجمل وأرقى أحياء القاهرة القديمة
حكاية شارع حكاية شارع
41.2K subscribers
57,241 views
1.5K

 Published On Aug 20, 2021

حى جاردن سيتى من أجمل وأرقى أحياء القاهرة القديمة
====================================
لينك القناة
   / @street_story  

جولة في شارع عماد الدين ومحمد فريد وسط البلد
   • جولة فى شارع عماد الدين & شارع محمد ف...  

جولة في شارع الشريفين وسط البلد
   • شارع الشريفين  Elsherefen St. Downtow...  

جولة في شارع التحرير
   • جولة فى شارع التحرير بالدقى  

جولة في شوارع وسط البلد
   • جولة فى شوارع طلعت حرب . وقصر النيل و...  

جولة في شارع طلعت حرب
   • شارع طلعت حرب / ميدان طلعت حرب talat ...  
_________________________________________
للتواصل عبر الgmail

[email protected]
====================================
موسيقي تصويرية
Bliss by Luke Bergs |   / bergscloud  
Creative Commons - Attribution-ShareAlike 3.0 Unported
https://creativecommons.org/licenses/...
Music promoted by https://www.chosic.com/
عندما تجتمع جماليات المعمار وحدائق الزهور وظل الأشجار ونخبة المجتمع، لابد وأن يقفز إلى الذهن وأيضاً إلى القلب والوجدان أحد أرقى أحياء القاهرة الكبرى، وهو حي جاردن سيتي، الذي خرج من وسط الزهور والحدائق ليطل على النيل إطلالة جمال ورقي، في حوار ارستقراطي الكلمة فيه منتقاة، والصوت فيه يعكس رقي المكان والزمان معاً.

لجاردن سيتي، حكاية تروى.المكان رحب تختلط فيه برك ماء شاسعة تنبت على ضفافها زهور برية وأشجار عملاقة، أهمها أشجار الكافور التي مازالت موجودة حتى الآن، وربما يرجع اسم الحي «جاردن سيتي» وهو ترجمة للتعبير الانجليزي «المدينة الحديقة» يرجع لنهوض الحي من تحت عباءة مزهرة وأشجار تظلل المكان. وقد كان أول من اكتشف هذا الحي، وطوره نسبياً، السلطان الناصر محمد بن قلاوون «1285 ـ 1341» تاسع سلاطين الدولة المملوكية البحرية، زرع فيه المزيد من الزهور والأشجار وشق الطرق وسط المياه وشيد الحدائق والمتنزهات، وموقع الحي حالياً، هو الموقع نفسه الذي شيد فيه السلطان قلاوون حدائق تعرف باسم «بساتين الخشاب». وتتوالى قصة الحي الأرقى، والذي بدأ يأخذ ملامحه الحقيقية عندما حكم الخديوي إسماعيل البلاد وهو الحاكم الوحيد من سلالة محمد علي باشا التي تعاقب أبناؤها على حكم البلاد من «1805 ـ 1952» الذي كانت له هذه الطموحات.

وهو الحاكم المستنير المثقف الذي حول القاهرة إلى مدينة راقية تحاكي في جمالياتها وحضارتها مدن الغرب كباريس ولندن وإيطاليا وقتذاك، بالإضافة إلى اهتمامه بالنهضة الصناعية والزراعية والثقافية والمظهر المعماري الفني الذي ميز القاهرة عن غيرها من مدن الشرق. وقرر الخديوي إسماعيل بعد عودته من أوروبا لدراسة تخطيط المدن، وذلك في العام 1863، أن ينفذ مشروعه الكبير وهو بناء «باريس الشرق» أو القاهرة الخديوية، وقع اختياره على منطقة تتوسط القاهرة ـ وسط البلد حالياً ـ وضواحيها مثل حي جاردن سيتي والزمالك وغيرهما. وشيد قصر عابدين رائع المعمار، والذي اتخذه وقتذاك مقراً لحكمه بدلاً من القلعة. وفتح الخديوي إسماعيل حركة معمارية واسعة لتشييد قصور فخمة فاخرة على امتداد كورنيش النيل من أشهرها قصر الدوبارة في جاردن سيتي وقصر فخري باشا والأميرة شويكار أيضاً بحي جاردن سيتي، وجميعها تعكس خليطاً من المعمار الإسلامي بالتمازج مع المعمار الباريسي والايطالي وقتذاك، ومازالت هذه القصور وغيرها من ملامح الحي الأرقى جاردن سيتي موجودة، شاهدة على عصر الارستقراطية والنخبة وزمن جميل، توارى وانسحب في شموخ ليفسح المكان وغيره لأزمنة غاب معها كل ما هو جميل وأصيل وراقٍ ورائع.

وترجع خصوصية جاردن سيتي لخصوصية سكانه، فجميعهم من الطبقة الارستقراطية، طبقة النخبة، التي شكلت المناخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي قبل ثورة 1952، ولهذه النخبة المتأصلة قصص ونوادر مع الحي الجميل الذي كان.

بداية، كان أبناء معظم الأسر هذه يعرفون بعضهم البعض تربطهم تواصلات اجتماعية بين «الهوانم» وصلات وجلسات في مجالات الاقتصاد والسياسة بين البشوات والبكوات من أهل هذا الحي، الذي فضل ان يتوارى حالياً وراء ما تبقى من أشجار الكافور وحدائق الزهور، التي كانت بذورها تستورد من ايطاليا، مثل «الجارونيا» و«البونسية» و«التوليب» الفرنسي و«عصفور الجنة» من النمسا.

لا يزيد ارتفاع معظم مساكن جاردن سيتي عن خمسة طوابق، وتقع كل العمارات داخل حديقة صغيرة أو متوسطة محاطة بسور من الحديد الأسود اللامع تتسلل عليه أغصان الياسمين، وتطل من ورائه أشجار الكافور العملاقة التي كانت يصل طولها حتى أسطح هذه البنايات، والتي كان سكانها يحضرون «الجناينية» على حسابهم الخاص لتهذيب هذه الأشجار وإعادة تهذيب أغصان وزهور الياسمين التي تعطر مدخل البنايات.

تبدأ هذه البنايات ببعض السلالم الرخامية المزخرفة، التي تنتهي بباب البناية الحديدي الأسود المشغول على الطريقة الفرنسية المعروفة معمارياً وديكورياً باسم «شغل الفرفورجيه» أي تطويع النحت والنقش على الحديد الأسود، ويبطن الحديد المشغول يدوياً هذا بزجاج مشطوف زخرفي غير شفاف، يفتح هذا الباب العملاق على مساحة عرضية تعكس درجات لدرج الرخامي المزركش ثم تنتهي بالمصعد الذي يتشابه الباب الخاص به بباب العمارة، تناغم معماري وحوار حضارات وناس ودنيا كانت بخير..

ولا تقل مساحة أي شقة في كل البنايات «الجاردن سيتية» عن تسع أو عشر حجرات ممتدة المساحة، أرضيتها من خشب الباركيه الأرو وكل أبوابها من الزجاج غير الشفاف، وثلاث أو أربع حمامات ممتدة في اتساع وجمال ورقي، وكل حجرة بها بلكون بحجم الحجرة ذاتها، المطبخ متسع جداً ينتهي ببلكون كبيرة، ليضم ما يعرف باسم «الأوفيس»، وهو عبارة عن ملحق متوسط الحجم للمطبخ به مخزن لخزين البيت كله، وللمطبخ باب منفصل عن باب المنزل، مخصص للباعة المتجولين وللخدم.

بكل بناية سطح باتساع مساحة البناية، به حجرات للخدم والسائقين، وحجرات للغسيل قبل دخول الغسالات الكهربائية مصر في أواخر القرن التاسع عشر.

show more

Share/Embed