زهور حسين مجموعة ابوذيات
طائر الجنوب طائر الجنوب
2.62K subscribers
80,482 views
936

 Published On Feb 17, 2023

زهور حسين غادرت مبكراً وبقي صوتها نابضاًً بالشجن العراقي

أغنيات تتوقد خلوداً بعد 52 عاماً على الرحيل
مطربتنا التي اخترنا ان نقلب سجلها الحافل بالابداعات الغنائية وتحمل صوتا كبيرا ورائعا وبالامكان القول انه لايتكرر انه صوت الراحلة زهور حسين الذي حفر على خارطة الغناء العراقي، اثرا عميقا، كان له ان يتواصل شجنا والوانا في الاداء، لولا حادث السيارة التي اودت بصاحبها الى مهاوي الصمت القاتل، وهي في الاربعين، ليخطف الموت اجمل اصوات العراق احساسا وطربا وتحديدا في يوم 24/12/1964 قرب الحلة (بابل) وهي في طريقها الى زيارة زوجها السجين، كأنها في تلك النهاية تصل الى لحظة تراجيدية لطالما كانت اغنياتها منذورة لحزنها المديد.

زهور حسين أو زهرة عبد الحسين، المولودة في العام 1924 والتي لم يتهيأ لها دراسة الموسيقى او بعض الطرائق الغنائية، انما الموهبة التي صقلتها بالمران والمعرفة المكتسبة من تجربتي الغناء والحياة معا، كانت بدأت مشوارها في اجواء الغناء الشعبي على هامش المناسبات الاجتماعية النسوية، بينما كانت لحظة الحقيقة الفنية بالنسبة لها، هي الممثلة بميول زوج والدتها، المحب للموسيقى والمقتني لاسطوانات قرّاء المقام العراقي: نجم الشيخلي، رشيد القندرجي، و حسن خيوكة، و اهل الطرب العربي: فريد الاطرش، اسمهان و ام كلثوم. و هو من انتبه لاحقا لحلاوة صوتها، فشجّعها على الغناء، حتى وجدت طريقها لدار إذاعة بغداد، بعد ان استمع اليها الاخوان المؤسسان: صالح وداود الكويتي فانبهرا بصوتها وبحّته المميزة، وبإحساسها في أدائها لأغانيها، وعرضا عليها العمل في ملهى الفارابي يوم كانت “الملاهي” مسارا ثقافيا ليس بالضرورة قرينا بالرذائل. وفي عام 1944 ساعدها صالح الكويتي في أداء أولى حفلاتها الغنائية من دار الاذاعة العراقية، حين كانت حفلات للكثير من المطربات والمطربين تذاع على الهواء مباشرة ولساعة يوميا.
زهور حسين: ناحت كثيرا في اغنياتها كأنها كانت ترى نهايتها الحزينة ولم يكن صعبا تميزها عن غيرها من المطربات، فهي تغني بإحساس صادق مبتعدة عن النمطية و لا تتصنع في ادائها و لها قدرة كبيرة على الحفظ بحسب ما اكده كثير ممن لحنوا لها. هي من الورشة الفنية البارزة في الغناء العراقي المعاصر والتي ضمت اسماء: سليمة مراد، عفيفة اسكندر، نرجس شوقي، صديقة الملاية من المطربات، و حضيري ابو عزيز و داخل حسن من مطربي الريف، فضلا عن الملحنين عباس جميل، محمد نوشي، خضير الياس و رضا علي، و الشعراء: سبتي طاهر، جبوري النجار، سيف الدين الولائي، عبد الكريم العلاف و اخرون
لزهور حسين، رصيد من الاسطوانات في شركة جقماقجي البغدادية الرائدة في صناعة النغم المعاصر، برزّت فيه اصوات المطربين الرواد مثل حضيري ابو عزيز، وناصر حكيم في الغناء الريفي، ومحمد القبانجي ويوسف عمر من مؤدي “المقام العراقي، مثلما كما كان لها حضور قوي في اذاعة بغداد، فضلا عن امسيات الغناء الحي، حين كانت تغني في ملهى أبي نؤاس في الباب الشرقي ببغداد جاذبة اسماع معجبين بصاحبة الصوت الذي صار اجمل من غنى مقام الدشت في اول اغنية لها و كان ذلك في ملهى الفارابي عام 1938 و مطلعها: اذا أنت تعشق ولم تدر ما الهوى فكن حجراً من يابس الصخر جلمداوهناك من رآى انها اختصت بقراءة مقام الدشت، وقد ابدعت فيه، وان الكثير من اغاني المطربة الكبيرة كانت ممنوعة لانها استخدمت كلمات فارسية، وهو أمر كان دارجا في اداء القديم من الالحان واداء القراءات الحسينية في الكاظمية، المنطقة التي تربت فيها و ترعرعت، وبخاصة استخدام مقام الدشت في هذه المناسبات.ويرى الشاعر والصحافي زهير الدجيلي انه وصل الاعجاب بغناء زهور حسين وبطريقة ادائها مقام الدشت في مقدمة أغانيها، وحين تدخل بعض المقاطع باللغة الفارسية مع العامية العراقية، حد أنها اصبحت مطربة العراق الأولى بعد سليمة مراد ومنيرة الهوزوز وزكية جورج وعفيفة اسكندر. ولم تعد مجالس الأنس والطرب في بغداد لدى العامة والخاصة منذ اربعينيات القرن حتى مطلع الستينات مكتملة، من دون حضور زهور حسين التي تلهب مشاعر الحضور حماسا وطربا ونشوة، وصارت مؤنسة المجالس بغنائها وخفة روحها وضحكتها التي تنطلق مع بحة صوتها وغنجها.وقال عنها، الملحن الذي ارتبط بصعودها نجما غنائيا ساطعا، الراحل عباس جميل لحّنت لها أكثر من ثمانين أغنية، وقرأت في صوتها بحّة تسيل رقة وحناناً وشجى، تلامس بها أرق عواطف الانسان. حوربت كثيراً رحمها الله، من قبل بعضهن بمختلف الحجج والبعض الاخر من الفنانات حاولن منافستها في طورها فلم يلحقن بها ويلامسن جرفها، كانت متفردة رحمها الله وقد شكلنا معا ثنائيا كبيرا و كانت تربطني بها علاقة روحية حميمة، و هذا ما جعلني انسجم معها في اللحن الذي اقدمه لها و لا انسى انها بكت بكاء مرّا حينما غنت غريبة من بعد عينج يا يمة، اول مرة و كذلك في اغنية جيت لاهل الهوى. لقد كانت رحمها الله تتفاعل مع اللحن والكلمة بشكل يمنحني القدرة على العطاء اكثر و هي مطربة كبيرة بكل المقاييس .ويشير المطرب والملحن الراحل رضا علي، الى ان زهور حسين اجتهدت بحسب ثقافتها الشعبية، فكانت تغني بعفوية، اثناء ادائها الاطوار والبستات الشائعة، غير انها عندما بدأت تغني من الحان عباس جميل وألحاني، صارت تحسب لأهمية حفظ الكلمات وإتقان اللحن. مع ذلك ظلت بصمتها هي تلك البحّة والفطرة في الغناء، وسماعها في اي وقت، يبعث الطرب في النفس. ومع هذا التغير الذي يشير اليه علي، الا ان الناقد الراحل عادل الهاشمي يصف صوت زهور حسين بقوله إن “معدن صوتها غير نفيس، إنما يغشاه في الغالب رخص يزداد بتقطيع صوت يميل إلى الابتذال وتنعدم فيه روح التعبيرية تمامًا”. وهو بذلك يشير الى الطابع الفطري في غنائها، الذي لم تتهذب ملامحها حتى مع ما صاغه لصوتها، ملحنون خبروا الموسيقى المعاصرة واصولها السليمة

show more

Share/Embed