نظرة عامة للشمول والدقة والملاءمة 
1- بمعنى أننا ننظر للإنسان أولاً في شموله فهو كائن شامل ليس كائن أحادي فقط جسم، هو روح وهو بدن هيكل طاقي، وهو طاقات وتشاكرات وتفاعلات طاقية وهيولات وأمزجة وهو عصارات، وفيه ما فيه من الجانب العصبي والبيولوجي وفيه أسرار كثيرة جداً في أنظمته وأجهزته وتفاعلها فيما بينها وفي نفسه وتأثير نفسه عليه، تأثير البيئة وتأثير المكان، وتأثير الطعام، وهل هو يقوم بالرياضة أم لا يقوم بالرياضة، متصالح مع نفسه أم غير متصالح مع نفسه، هل هو حقود حسود جحود كنود أم هو إنسان صاحب سماحة في داخله، هذا أيضاً يؤثر ويغيّر، وغيرها من الأمور.. 

2- ودقيقاً بمعنى أن تكون له رؤية دقيقة، تُحدِّد تحديداً السبب الحقيقي وراء الأمر والسبب المباشر وراءه والسبب الخفي، وهنالك إنعكاس مرآة لأنه ثمة أحياناً أمراض هي إنعكاسية وإرسالية من الجسم، يعني السكري هو إرسالية، يتكلم الجسم مع الإنسان أنّ هنالك خللاً ما، فنذهب نعالج الرسالة ولا نعالج الأصل. عندما نعالج فقط التمظهر الجسماني، "الرسالة" نركّز عليها ولا نُركّز على محتواها ولا نمضي إلى الأصل إلى سبب المرض. مصانع الأدوية تعلم جيداً ذلك ولكنها لا تنفّذه لأن الأمر يضرب مصالحها يضرب تجارة الدواء. هل المرض هو مظهرة كبعض أنواع الحمّى هل هي مظهرة تعبير عن خلل موجود بين الأعضاء أو إشكالية معيّنة؟ أم أنه تعبير عن الحمّى في حدّ ذاتها عن جرثومة أو فيروس دخل إلى الجسم؟ هل هو عطب خارجي أم عطب داخلي أم مزيج بينهما؟ 

الدقيق هو الذي يمضي بدقّة بعد أن يرى بشكل شمولي، الشمول مثل القنّاص شامل يرى الدائرة العامة للذي سيقنصه، ثم ينظر فقط في عين ذلك الحيوان الذي يريد أن يقنصه، على سبيل المثال كما كان في أحد الأفلام الذي كان يتكلم عن مصير هذا القنّاص الروسي الكبير في عمليات ستالينغراد في الحرب العالمية الثانية وسيلي زايد سد القنّاص الرهيب الذي قتل أكثر من أربعمائة قيادي نازي. 

3- المهمّ الدائرة الأولى دائرة عامة شمولية والدائرة الثانية دائرة دقيقة والدائرة الثالثة ما يتلاءم مع هذا. يعني بعد أن حدّدنا بشكل شامل وقرأنا بشكل شامل، وبعد أن حدّدنا بشكل دقيق، ننظر إلى التلاؤم: هل أنّ هذا الكائن هذا المخلوق هذا الإنسان يتلاءم معه بشكل كامل هذا الأمر أم لا؟ هل أنه عندما يصاب بنوبات صرع أو يصاب بإشكاليات، هذه كهرباء زائدة في المخ؟ أم حالة تشنّج نفسي حدث له مرة فإستنسختهُ النفس فصارت تبثّه فيه؟ أم ناتج عن مسّ من غير هذا العالم؟ أم أنه بدأ مادّياً ثم تحوّل إلى روحاني؟ هل الإنسان عندما يصاب بمرض ما ويعالجه ولا يُشفى منه هل سببه أنّ ذلك المرض إستوطن فيه؟ أم أنّ أصل المرض ليس المرض في حدّ ذاته؟ قد يكون الإنسان مصاب بقهر، بقلق، بأزمة نفسية، بشيء عاطفي، بكبت معين… سبب له ذلك، قد يكون الأمر متعلقاً بالمكان الذي يقيم فيه فإذا نقلناه تغيّر حاله. عندما أراد فخر الرازي أن يبني البيمارستان في بغداد مستشفى في بغداد، أمر بنقل قطع من اللحم في أماكن كثيرة كلها فسدت إلا واحدة كانت سليمة، فقال هذا المكان يتناسب أي يتلاءم مع بناء مستشفى. 

فمفهوم الملاءمة مفهوم مهمّ جداً، مفهوم على غاية القيمة، وأنا في هذا الدرس أقدّم ورقات بحثية لأبناء المنارة من المتخصّصين في الطب حتى ينظروا فيها. وأسعدني اتصال من الولايات المتحدة الأمريكية من أحد المهندسين التونسيين البارعين المتميّزين، وإن شاء الله سنفتح باباً في الولايات المتحدة الأمريكية وفي جوانب البحث في فيزياء الكون وفق النظر البرهاني ومقاربته مع النظر الذي كان في مسارات البحث العلمية المدوّنة في التاريخ البشري المدوّن الحالي، أي منذ النظرات أفلاطون وسقراط للكون وأنكسيمندرس نظرات الهيولة المائية الأولى إلى نظرة كوبورنيكوس وغاليليو ثم بعد ذلك الثابث الكوني عند إسحاق نيوتن ونسبية أينشتاين وكمّية ماكس بلانك، وبعد ذلك ربما نضيف إليها نظريات ستيفن هوكينج في الأكوان المتوازية وما بينهم من علماء ومن كبار العارفين الذين عرفوا أشياء في الكون، بعضهم صار عارفاً بالله وبعضهم أنكر الله هذا موضوع آخر.
   • الدروس البرهانية / الدرس السادس و الث...  
رابط 🔗 الدرس كاملاً 👆🏻

#حضرةالشيخ_الدكتور_مازن_الشريف_الحسني_الحسيني
#المنارة_المحمدية
#على_المحمدية_البيضاء
#الطريقة_الخضرية
#المدرسة_المازنية_المهدوية_الخضرية
#قم_زين_الدنيا_بنور_محمد
#نحن_الذين_بايعوا_محمدا
#موسوعة_البرهان
#علم_الطب