العنصرية والتنمر - الشيخ خالد الراشد HD Khaled Alrashid
قناة الشيخ خالد الراشد قناة الشيخ خالد الراشد
545K subscribers
131,579 views
2.8K

 Published On Aug 7, 2021

كان بين العرب قبل الإسلام أشياء مشتركة كثيرة كاللغة والعادات والتقاليد وغيرها .. ولكنها لم تربط بينهم .. بل كانوا في عداوة وحروب طاحنة لا يعلمها إلا الله .. فكان لا بدَّ من آصرة ورابطة تجمع ذلك الاختلاف وتؤلف بينه .. فجعل الإسلام رابطة العقيدة هي الأساس الأول .. هي الأساس الأول في ارتباط الناس وتآلفهم ..
كما أقرَّ بعض الأواصر الأخرى التي لا تخالف الدين ..فحافظ الإسلام على التقسيم القبلي .. ولكنه فرغه من العصبية ، والتعالي ، والأحقاد .. ورفع الإسلام شعار أن الناس عند الله سواسية كأسنان المشط .. وأن قيمة الناس عند الله .. بتقواهم ، وإيمانهم ..
لا بأحسابهم ، ولا بأنسابهم .. { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } ..
وقال أيضاً جل في علاه : { وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى} ..
ويوم أن ودّع ؛ نبي الأمة ؛ الأمة في حجة وداعه قام فيهم خطيباً صلى الله عليه وسلم وقال : ( يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ..
ولا لأحمر على أسود ..
إلا بالتقوى . ألا هل بلغت ) .. قالوا : بلى .. قال : ( اللهم فاشهد ) نعم عباد الله .. كانت الحياة قبل بعثته صلى الله عليه وسلم ظلاماً ، ولا يجهل ذلك أحد وكان الظلم ولم يكن غيره ، ولا يشك في ذلك أحد .. كان الحق للقوة .. والعدل للرجل لا للمرأة .. ومع البعثة ..
ولدت الحياة وارتوى الناس بعد الظمأ ..

لما أطل محمد زكت الربا @@ واخضر في البستان كل هشيم

فكانت بعثته صلى الله عليه وسلم إعلان لإهلاك الطاغوت والطغاة
وولادة فجر جديد .. شعاره ..العدل الذي لا يتحقق إلا إذا عُبَد الله وحده .. وحُكِّم في الناس شرعه ..
يقول جعفر رضي الله عنه للنجاشي يوم أن حاوره وناظره :
أيها الملك .. كنا قوماً أهل جاهلية .. نعبد الاصنام .. ونأكل الميتة ..
ونأتي الفواحش .. ونقطع الأرحام .. ونسيء الجوار .. يأكل القوي منا الضعيف .. فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرفه ..
ونعرف نسبه .. ونعرف صدقه وأمانته .. ونعرف عفافه ..
قال الله : { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } ..
جاء الإسلام ..ليوحد الصفوف ..ويؤلف القلوب ..وينبذ أمور الجاهلية ..
ومن تلك الأمور بل من أخطرها .. النعرات الجاهلية .. والتعصبات القبلية .. فخر بالأحساب .. وطعن بالأنساب .. فأصبح الناس يتعاظمون ، ويتفاخرون ، ويتكبرون على الناس .. بعرض مناقب الآباء ومآثرهم ..
عباد الله ..
إن الإسلام نهى عن الفخر ولو كان بحق .. فكيف إذا كان بغير حق قال تعالى : { إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً } ..
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ، ولا يبغي أحد على أحد ) ..
أليس هو صلى الله عليه وسلم سيد البشر ، وسيد المرسلين ، ومع هذا يقول لنا : ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر .. وأنا أول من تنشق الأرض عنه ولا فخر .. وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر .. ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ولا فخر ) ..
و ياليت الذين يفتخرون بأبائهم قدّموا ولو شيئاً يسيراً مما قدّم آبائهم وأجدادهم من فتوحات وبطولات !!.. فالذي يفتخر بالمجد ..
لا بد أن يسير على هذا المجد بالأفعال ، وليس بالأقوال ..
وصدق المتنبي حين قال :
ليس الفتى من قال هذا أبي إنما الفتى من قال ها أنا ذا
كم نرى ونسمع دعاة الجاهلية يتبجحون بالكلام .. وهم لا يساوون عند الله جناح بعوضة ..
ما ضرَّ سلمان أنه فارسي ، ما دام تقي ..
وهو الذي أشار على النبي صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق ..
ما ضرَّ بلال أنه حبشي ، ما دام تقي ..
فلقد كان مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم ومن أقربهم عنده مجلساً ..
وما ضرّ عكرمة بن أبي جهل أنَّ أباه فرعون الأمة ..
فلقد كان من فضلاء الصحابة وممن أبلى بلاءً حسناً ..
وما ضرّ خالد بن الوليد أنَّ أباه أحد رؤوس الضلالة ومن كبار المستهزئين بكتاب ربّ العالمين ..
لعمر الله ما الإنسان إلا بدينه# فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب
لقد رفع الإسلام سلمان فارس وقد وضع الشرك النسيب أبا لهب
فالإنسان يوزن ويقيّم .. بدينه وإيمانه .. لا بنسبه ..
وأنت يا عبد الله .. لن تُسأل يوم القيامة عن نسبك .. وإنما ستُسأل : من ربك ؟؟ ..
ومن نبيك ؟؟ ..
وما دينك ؟؟ ..
فأعدد للسؤال جواباً ..
وكثير من الشباب اليوم أفنى شبابه .. في البحث عن نسبه .. والطعن في نسب الآخرين .. اعلم رعاك الله .. اعلم رعاك الله ..
إنَّ أول من افتخر ب حسبه وبأصله و وطعن في أصل الاخرين ..
هو إبليس .. فهو أسوة .. للمفتخرين بالأحساب .. وللطاعنين في الأنساب .. هو الذي قال متكبراً ومتعاظما لما أمره ربه بالسجود لآدم عليه الصلاة والسلام { قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ }..{ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } .. ولقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنَّ الفخر بالأحساب والطعن بالأنساب من خصال أهل الجاهلية يا أهل الإيمان .. أخبر أن ذلك من خصال أهل الجاهلية يا أهل الإيمان ..
عند مسلم من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن .. الفخر في الأحساب .. والطعن في الأنساب .. والاستسقاء بالأنواء .. والنياحة على الميت ) ..

شارك الفيديو وانشره, فالدال على الخير كفاعله.


#قناة_الشيخ_خالد_الراشد #الشيخ_خالد_الراشد #خالد_الراشد

صفحة الفيس بوك :   / 2006.khaled.rashed  
قناة الشيخ خالد الراشد الثانية :    / alrashed1231  

show more

Share/Embed